تعرف التربية بانها عملية تستهدف اصلاح السلوك الانساني وجعل الفرد في خدمة المجتمع وفي خدمة الاخلاق والسلوك الراقي النابع من قيم اخلاقية لها صلة بالمتعارف عليه دينييا... وهكذا لا يبدو الفرق شاسعا في التربية بين ما تقومبه المدرسة وما يقوم به البيت وباقي الوسائط التربوية نظامية كانت او غير نظامية...الكل يتحد في سبيل انتاج شخصية بسلوك وطباع معينة...فالانسان يولد صفحة بيضاء تساهم عوامل التربية في صناعة شخصيته وتكوينها عبر مراحل...
تعودنا داخل مؤسسات التربية والتعليم ان نرى اشكالا مختلفة من السلوك...اشكال تختلف بين السليم والسيء.اشكال نحبها حينا ونكرهها احيانا وكثيرا ما نحبها تم نكرهها حينما ندرك انها لم تكن تستهدف الا النيل من حقوقنا كمتعلمين...اتذكر هنا احد معلمينا سامحه الله.كان يطلب منا قراءة نص المطالعة بالترتيب ويغرق في نوم عميق وكان هذا السلوك يريوقنا كثيرا لنتفرغ للعب واللهو وقت الدراسة..لكن ما ان كبرنا الا وفهمنا اننا ضيعنا وقتا ثمينا وان كفائتنا في المطالعة كان يمكن ان تكون افضل مما صارت عليه...ما قام به هذا المعلم ليس الا ما يقوم به عدد كبير من رجال ونساء التعليم.وان كان ينال بذلك السلوك اعجاب اطفال يأثرون اللعب على الدراسة فالاكيذ انهم سيلعنون ذكره يوما حينما يدركون انه اخلف الموعد مع تربيتهم وتعليمهم وتهاون عن اداء رسالته ...
الكثير من معلمينا يعتبرون التعليم مجرد عبئ يسعون للتخلص منه باي طريقة...مجرد عمل روتيني لا يتعدى التلقين المباشر خلال زمن معين.فنراهم يغادرون المؤسسات حتى قبل ان يرن الجرس.سلوك لا يعبر الا عن كراهيتهم لهذا العمل وهذه الوظيفة المجتمعية النبيلة...والواقع ان من يختزل التربية والتعليم فيجعلها تلقينا مباشرا يركز على المعرفة سيملّ قبل انتهاء السنة الاولى من عمله...من يتخلى عن وظيفته وعن مكانته وعن شخصيته الاعتبارية من الطبيعي ان يُهان من هذا وذاك...ولا يجب ان نلوم الاخرين ونتهمهم بالتقليل من شان المعلم,بل المعلم يتحمل النصيب الاكبر من المسؤولية فيما الت اليه نظرة المجتمع اليه.
اعتقد ان ما يلزمنا هو ميثاق نلتزم به جميعا كرجال ونساء التعليم,ميثاق نجعل فيها التربية والعلاقات المجتمعية والتواصل اولويات العمل التعليمي, فهي القيم التي من شأنها انجاح الدور التعليمي ...نحتاج ميثاقا يلتزم فيه كل رجل تعليم بسكب كل حبة عرق في سبيل عمله ويحرص فيه على اعاندة صياغة نظرته للتعليم والمتعلم...فالتعليم ليس ذلك العبئ الثقيل الذي لا نسعد الا بانهاءه, بل هو عمل مندمج يستهدف صناعة اجيال وصناعة سلوك وثقافة ومستقبل...والمتعلم ليس ذلك الوعاء الفارغ الذي يجب على المعلم ملؤه بمقررات ومضامين عديدة,بل هو كائن حي يشعر ويتفاعل ويتعلم وينمو...في هذا نحتاج الى همة اكبر من طرف اولياء الامور حتى لا تسقط الحابل على النابل وتنفلت الامور اكثر مما هي عليه...