و يأخذني الشوق للقلم
أحاول البوح بأسراري
فألتفت هنا و هناك
لا أرى سوى كلمات ذابلة
يعتريها الجرب
تلهت كالكلاب الضالة
عندما يشتد الحر في القبيلة
أشم رائحتها
فتشمئز نفسي
تهرب
فألاحقها كأسراب الدجاج
و أجمع منها اصنافا تناسبني
ثم أكتب السطر تلو السطر
و أتغنى بما كتبت
فلا أسمع سوى شهيقا و نهيقا
فأعيد الكرة من جديد
أحاول جمع قطيعي
قبل حلول المساء
و الغجرية في انتظاري
أسمع تيسا يتغنى
أظنها أشعاري
فأتبعه حاملا نعلي
و أقف على أربعة أرجل
أحاول تقليده
عساه يرحمني
و يعزف على اوثاري
فينطق بحروف ليست من الأبجدية
أظنها كلمات خارج القانون
ربما يشتم مجلس الأمن
أو يتحرش بعنزة البراري
و أعود من حيث بدأت
أدنو من حماري
فلا أسمع غير آآآآآآآه تعصف بها مزاميره
الكل يشكو جمرة الشوق
أستجمع قواي
و أنطق بأبيات من الشعر
ثم ألتفت لأرى الارتسامات
فلا أرى غير كلب يحرك ذيله
و خرفانا تغط في نوم عميق
و طائرا يرشقني ببرازه الأبيض
كلها هتافات و إعجاب
ربما أصبحت شاعر القبيلة
ساعود لأرى سيد القوم
و في طريقي
رأيت الغجرية تعانق ثعلبا
تذكرت حينها عويل الذئاب
و منه تخشى الثعالب
فكانت بداية موفقة
و كتبت دواوين رائعة
كلها عويل و نباح
في كل ديوان غجرية
و ما في القلب غير شحم و لحم
لا أعرف معنى البعيع
تعلمت الحب من القطيع
فصار معنى الحب عندي
أكل العشب و النوم مع الجميع