أمي
كأنَ قَلبي لم يَزَل في رَحمكِ جَنينا
كَبُرَ الجَسَد والعُمر ماضٍ في ضُحاه
ويموجُ نبضي إلى كفيكِ حنينا
في عينيك إذْ الرِضا أراه
رِضا الرحمن نورٌ إذاً ويقينا
إن مسَّنا ضُرٌ أو هناه
دعواتُك تملأُ السَماء تَقَينا
عانيتِ -كم عانيتِ من ألمٍ؟-
ووهبتِ لي مِن عُمركِ سِنينا
وكَمْ سامحتِني -يا أكرم خلق الله-
وحنوتِ.. ما أصبَركِ عَطفاً ولينا
يَمُرُ يومكِ تَهبينَنا سُبلَ الحياة
أغفو أنا وعيناك عن النوم انتهينا
بسمَتكِ الشاردةُ أعرِفُها
توارين حُزنكِ كي لا أكونُ حزينا
إن بكت عيني أو هام خاطري
نزل عليك الدمع سكينا
وإذا فرِحتُ زَهَت ضِحكتُكِ
تالله بسمتكِ زَهرُ النسرينا
لا يكفيكِ قولي ومالي ونفسي
من بعد قد أوصى بكِ الله ونبينا
أُمَاهُ يا أُمْ.. يا أُمي
ندى الصبح أنتِ وفرحةُ الجبينَ
بَلسم الروح أنتِ ودواء الفؤاد
يا فضلاً وعدلاً من الرحمن مبينا
رعاكِ الله يا أمي
إن ننسى ما ننسى.. حنانكِ ما نسينا